مقدمة عن الصالة الرياضية الحسية
تتنوع أساليب تأهيل الأطفال ممن لديهم صعوبات الحركة واضطرابات حسية وإنمائية أوجسدية. توفر الصالة الرياضية الحسية أدوات مساندة لأنشطة التأهيل الحركي بشكل أساسي، والنفسي والإدراكي بشكل ثانوي. بالتالي تساهم الصالة الحسية بتحسين وتطوير نتائج العلاج والتأهيل.
ما هي الصالة الرياضية الحسية
الصالة الرياضية الحسية هي مساحة داخلية للتأهيل والترفيه وتكون آمنة للحركة بحرية. تزود الصالة بأدوات ومعدات حركية وحسية، يستخدمها إخصائيي التأهيل لتحفيز حواس الأفراد والقيام بالأنشطة الحركية. وتهدف لخلق بيئة رعاية شاملة للفرد وتحسين مخرجات الجلسات.
:تصمم الصالة لتشمل ثلاثة عناصر:
- اللعب الآمن: فالأطفال بحاجة لمساحة تسمح بالخطأ والتعلم منه.
- أدوات الحركة والعلاج الطبيعي والرياضي: لتطوير مهارات -والتوازن لديهم.
- أدوات حسية مساندة: لتحقيق التكامل الحسي.
كما وتغطى جميع جدران الغرفة بالإسفنج والجلد بارتفاع يناسب المستخدم. وتُفرش الأرضية بمواد مطاطية مرنة لضمان سلامة الأفراد خلال القيام بالنشاط أو استخدام إحدى الأدوات.
تكون مساحة الصالة الرياضية الحسية واسعة، ومقسمة إلى زوايا متخصصة. وتحوي عادة مجموعة من الأراجيح مثل الجوكي والبحّار والسلالم. بالإضافة للأدوات الحركية المساندة مثل بركة الطالبات ، وجدار التسلق، ومنصة الانطلاق. ويستطيع الإخصائي التحكم بالموسيقى والفيديو من خلال نظام الصندوق الحسي وتعزيز العنصر الحسي للنشاط المُنفذ
فوائد الصالة الرياضية الحسية
توفر الصالة الرياضية الحسية فوائد تعود على الصحة واللياقة مثل الملاعب الداخلية المعتادة، إلا أن فوائدها تمتد إلى أبعد من ذلك. يحتاج معظم الأطفال من ذوي الهمم إلى خدمات أخرى مثل العلاج الوظيفي والتفريغ النفسي. والصالة الرياضية بيئة مريحة ومجهزة لذلك.
- تساعد الصالات الرياضية الحسية في تحسين المهارات الحركية الدقيقة، وإدراك الجسم.
- تعمل على زيادة المهارات الاجتماعية. وتعزيز التواصل بين الأطفال مثل المشاركة والتعاون وحل النزاعات والتعبير عن الذات.
- تحسن من قوة العضلات، والتنسيق، والتوازن.
- توفر البيئة الحسية في الصالة عازلاً عن المشوشات.
- وتشجع الحركة بشكليها المنظم والحر. كالقفز والجري والدحرجة والرقص.
- ويمكن أن تحسن المزاج وترفع مستوى السعادة والراحة إذا نُفذت الأنشطة بطريقة منظمة وهادفة.

تحفيز الحواس الثمانية
تساعد الصالة الرياضية على تطوير ما يسمى بالحواس الثمانية. وهي الحواس الخمس المشتركة (البصر والسمع والشم والتذوق واللمس). وحواس التكامل الحسي الثلاث، وهي: الإحساس الدهليزي، والحس الداخلي، والحس العميق.
الإحساس الدهليزي هو المسؤول على الحفاظ على توازن الجسم. هذا ما يسمح لأجسامنا بتنفيذ بعض الأنشطة مثل ركوب ل التزلج أو الانزلاق دون الشعور بالإرتباك. الإحساس العميق المسؤول على إدراك وضع الجسم في الفراغ. ومن خلاله يمكننا لمس فمنا أو الإمساك بإذننا، والمشي دون النظر إلى الأقدام. أما الحس الداخلي، فهو المسؤول عن الشعور بما يحدث داخل الجسم والرد بالشكل مناسب. مثل بالجوع والحكة والألم والبرد.
الفئات المستفيدة من الصالة الرياضية الحسية
تعتمد الأدوات داخل الصالة الرياضية الحسية على التدرج في مستوى السهولة والصعوبة في تنفيذ النشاط. حتى تساعد الأطفال من جميع المستويات على الاستفادة منها. وتسهيل عملية التقييم لأداء الطفل بداخلها.
فعلى الرغم من أنه يمكن لجميع الأطفال استخدام الصالة الرياضة الحسية والاستمتاع بها، إلا أنه يتم استعمالها بشكل خاص في المستشفيات ومراكز العلاج والتأهيل للأطفال من ذوي الهمم ممن يعانون من اضطرابات حسية وفرط حركة وصعوبات نفسية وحركية. كما أن بعض المدارس ورياض الأطفال المتخصصة، قد توفر جزءاً من أدوات الصالة في الغرفة الرياضية أو غرفة النشاط الحركي، كنوع من الأنشطة الحركية والترفيهية.
وفي بعض الحالات، يمكن توفير الصالة في داخل المنزل لمتابعة الجلسات العلاجية أو في حال حاجة الفرد لعملية تأهيل طويلة المدى، واستكمال الجلسات العلاجية في المنزل بشكل خاص.
طريقة إدارة الجلسات
يعقد الإخصائي الجلسات داخل الصالة الرياضية إما بشكل فردي أو جماعي. فتكون الجلسات فردية مع الأطفال بطريقة مخصصة حسب حالة الطفل. فمثلاً يتم استخدام الأرجوحة مع الطفل إما بطريقة الاستلقاء على البطن أو الظهر أو الجلوس بداخلها للأرجحية باتجاهات مختلفة.
بالإضافة إلى اعتماد الأنشطة داخل الصالة على اللعب الجماعي. فلا يجب أن يكون الطفل معزولاً، فهي مكان جيد لمساعدة الطفل على بناء علاقة من خلال التفاعل مع الآخرين. وتشجيعهم على التواصل الاجتماعي والاستكشاف معًا، وتمكنهم من إدراك ما يحيط بهم والتعرف على الأشخاص من حولهم.
فمثلاً لا يوجد هناك حاجة أن يطلب الإخصائي من الطفل القفز على للترامبولين . فعندما يروى أطفال آخرون يفعلون ذلك، يمكن أن يشجع ذلك الطفل على فعل الشيء نفسه.
بالتالي كل ما على الإخصائي فعله في الجلسة هو السماح للأطفال باختيار النشاط الذي يثير اهتمامهم وإرشادهم من خلاله. مما يساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم الحركية والاجتماعية والتفريغ النفسي بشكل تشاركي مع أقرانهم.
الصالات الرياضية الحسية ليست بديلاً عن العلاج وإنما هي مساندة له. فهي تعمل على تعزيز الفوائد التي يقدمها المعالج. تمنح الصالة الأطفال مكانًا آمنًا للتأقلم مع المحفزات المختلفة. كما تساعد على زيادة الاستقلالية، وتقليل التوتر وتحسين التواصل الاجتماعي.